Subscribe:

ad1

1

1

الأربعاء، 15 أغسطس 2012

مصر لا هي عربية ولا هي إسلامية / لا توجد في العالم اجمع دول تسمى اسلامية أو مسيحية او بوذية او ملحدة فهذه من المضحكات!!

                مصر ليست عربية ولا إسلامية 

                        

                        بقلم أ.د/ إميل شكرالله

لا تندهش من هذه المعلومة ولا تعتبرها عنصرية أو طائفية فقط حاول معي أن نتفهم بعض المعلومات التاريخية لنصل إلى تفاهمات ربما تعمل بها اللجنة التأسيسية للدستور فتكتب مصر دولة مدنية دين الغالبية هو الإسلام وهم يمثلون نسبة 75% من السكان بينما يمثل المسيحيون نسبة 25% (هذه التعداد تصرح به الكنيسة القبطية وإذا كانت هذه الارقام عير صحيحة فهي مسئولية الدولة التي لم تفصح عنها بشفافية ولا تريد، وهي تقع على عاتق جهاز التعبئة العامة والإحصاء وعليه تصحيحها وإعلانها وتوضيح الموقف من الاديان الاخرى في حال وجودها).
أيضا يجب ملاحظة أنه لا توجد في العالم اجمع دول تسمى اسلامية أو مسيحية او بوذية او ملحدة فهذه من المضحكات!!.. لأن الدولة شخصية اعتبارية لا يمكن ان نعطيها صفة الإنسان العاقل فهي لم تنطق الشهادتين مثلا لنقول انها اسلامية ولذلك فالصواب أن نقول ان غالبية السكان يدينون بالإسلام. كما يجب ان يكتب في الدستور أن اللغة السائدة هي لغة خليط من اللغات القبطية والعربية وبعض اللغات الأخرى.
تاريخيا لم يستطع العرب أن يعربوا أية دولة احتلوها أو أن يغيروا من هويتها الأصيلة أو لغتها الأم فالدولة الفارسية مازالت فارسية ولغتها مازالت هي اللغة الفارسية بالرغم من اعتناق شعبها للدين الإسلامي. ونفس الوضع بالنسبة لدول مثل ماليزيا، وإندونيسيا، وغيرها الكثير.. بل أن كل دول شمال أفريقيا والشام مازالت محتفظة بهويتها ولغاتها ودياناتها التي كانت سائدة قبل الإسلام. غير أن مصر استطاعت ليس فقط أن تحتفظ بهويتها المصرية ولغتها المصرية وديانتها بل تعدت ذلك ومصرت العرب الذين احتلوها وصهرتهم في مجالها البيئي المادي والمعنوي الفريد حتى أصبحوا مصريون.
والمتابع لحركة التاريخ يلاحظ أنه وعلى مر العصور التي مرت بها الأمة المصرية لم يستطع المحتل الأجنبي أن يغير من الهوية المصرية بالرغم من محاولات فرض ثقافته ولغته. ويذكر المؤرخون أنه استمر التعامل في دوواين الدولة المصرية والمصالح الحكومية باللغة القبطية حتى القرن الثالث عشر عندما اصدر الخليفة فرمانا بمنع اللغة القبطية ومعاقبة كل من يتحدث بها من اهل البلاد الأصليين.
كذلك فلم يستطع المستعمر من أنجلكنة مصر أو فرنجنة المصريين، أو تعريبهم، أو تغيير هويتهم المصرية كأحفاد الفراعنة بناة الاهرامات وصانعي اعظم حضارات العالم لأن قوة تأثير مصر أكبر في الكيف الحضاري والكم الثقافي من كل القوى الاستعمارية الأخرى.
فالمصري مازال مصرياً ولم يصبح لا انجليزياً ولا فرنسياً ولا عربياً ولا يرغب في ذلك ليس عنصرية منه وليس تقليلاً من شأن الآخرين ولكنها الطبيعة المصرية الفريدة الممتدة منذ فجر التاريخ. بل العكس هو الذي حدث فكل الأجانب الذين وفدوا إلى مصر غزاة أو مستعمرين قد تمصروا أي اصبحوا مصريين الأمر الذي دفع بعلماء التاريخ و الأجناس إلى وضع "نظرية التمصير (Egyptianized)".
أيضاً فاللغة المصرية (القبطية) لم تختفي حتى اليوم وإنما تطورت مثلها مثل كل لغات الدنيا. فتولد مفردات وتختفي مفردات وتندمج مفردات لتعطي مفردات جديدة غير أن أصلها ثابت متعمق في أعماق الإنسان المصري ولا زالت اللغة القبطية هي لغة الصلوات والعبادات (الليتورجية بالقبطية) في جميع الكنائس القبطية بمصر والعالم. ولذلك فلغة المصريين التي يتحدثون بها اليوم ليست اللغة العربية بل هي اللغة القبطية في شكلها المتطور حيث دخلت إليها مفردات فارسية ويونانية، ورومانية، وتركية، وعربية، وانجليزية، وفرنسية، وغيرها.. بالإضافة إلى الرصيد الرئيسي والأكبر من اللغة الهيروغلوفية. فنحن نتحدث اليوم كما كان أجدادنا المصريون القدماء يتحدثون.
وكمثال على ذلك هاكم بعض الكلمات المتداولة وكلها من أصول مصرية : إخص (شيطان). بـص أو شوف (انظر). شـب (انهض). أر أو نق (حسد). بس(قطة). امبو (يشرب). نش أو هش (حرك). عمال يزن (يكرر الكلام). عيال هلافيت، ما تبوزش كده، الموضوع ده مكلكع، انت مالك محتاس كده، أيه الهيسه والزمبليطه ديه، انت بتبرطم تقول ايه، أوعى حد يخمك، سيبك منهم دول حبتة مفاعيس، الحوش دولي بهدلوا الواد وخرشموه، أنا عاوزك تتوتك كده وتبقى جدع، ليه الستات ديه مزأطاطه ويتزغرط، وغيرها الآلاف... فهل من العدل والحق أن نقول أن اللغة العربية هي لغة الدولة؟ أليس هذا كذباً ونفاقاً؟
لذلك فلا معنى لتسمية مصر جمهورية مصر العربية وذلك لأنها ليست عربية في الأصل ولا في الصورة ولأن المصريين لا يتحدثون العربية، فمصر اسمها مصر ولغتها هي اللغة المصرية حتى ولو كانت بحروف عربية. وليس من العدل والإنصاف ان نسمي مصر اسلامية لأن الغالبية من السكان يدينون بالإسلام وكأن المسيحيون السكان الأصليين للدولة لا وجود لهم هل هذا الكلام يستقيم مع حقوق المواطنة وقيم المساواة في القرن الحادي والعشرين؟ 

0 التعليقات:

إرسال تعليق